الهزج
قال الخليل : سمى هزجاً تشبيهاً له بهزج الصوت - أى تردده - وإنما كان ذلك لأن أوائل أجزائه أوتاد يتعقب كلاً منها سببان خفيفان . وهذا مما يعين على مد الصوت" وقيل سمى هزجاً لطيبه لأن الهزج ضرباً من الأغاني وفيه ترنم والعرب كثيراً ما تهزج به أى تغنى" ، وهو على ستة أجزاء : مفاعلين - مفاعلين - مفاعلين ... مكرراً ، إلا أنه لم يستعمل إلا مجزوءاً . وشذ مجيئه تاماً ، مثاله:
ترفق أيها الحادى بعشاق نشاوى قد تعاطوا كأس أشواق
وكقول بعض المولدين:
لقد شاقتك فى الأحداج أضغان كما شاقتك يوم البين عربان
وهذا كله شاذ ، والمسموع التزام الجزء والذى أورده العروضيون أن للهزج عروضاً واحدة وضربين والعروض مجزوءة سالمة : ولها ضربان .
1. الضرب الأول: مجزوء سالم مثلها ، ومثاله:
عفا عن آل ليلى الشهب فالأملاح فالغمر
وتقطيعه :
عفاعنأا / لليلششهْـ / بفلأملا / حفلغمرو
//ه/ه/ه-//ه/ه/ه-//ه/ه/ه -//ه/ه/ه
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
2. الضرب الثاني : مجزوء محذوف "فعولن"، ومثاله:
وما ظهرى لباغي الضيم بالظهر الذلول
وتقطيعه :
وما ظهري / لباغضضي / مبظهرذ / ذلولى
//ه/ه/ه - //ه/ه/ه-//ه/ه/ه-//ه/ه
مفاعلين مفاعلين مفاعلين فعولن
وقد حكموا على هذه الصورة بالندرة بل يدعو البعض إلى طرحها وعدم الاعتداد بها ، فالدكتور شعبان صلاح يرى أنه "ليست هناك شواهد فى ديوان الشعر العربي تؤكد ورود هذا النمط من الهزج ، مما يجعلنا نميل ميل القائلين بأنه صناعة عروضية" . ويقول عنها أيضاً الدكتور إبراهيم أنيس :"لم نعثر فى الدواوين التى رجعنا إليها على مثل آخر لهذا النوع ، ولذا نرجح أنه صناعة عروضية . ونؤثر أن نضرب عنه صفحاً ، إذ لا يصح أن نستنبط وزناً من أوزان الشعر ببيت منفرد منعزل لا ندرى شئاً عن القصيدة التى اقتبس منها"
"وحكى الأخفش أن للهزج ضرباً ثالثاً مقصوراً ، وحكى بعضهم له عروضاً محذوفة لها ضرب مثلها ، وكل هذا شاذ".