نشاهدها في الشوارع والألبسة القصيرة التي تكشف أجزاء حساسة من جسد المرأة».
أما سليمان (30 سنة) العاطل عن العمل فيقول: «الحجاب أصبح أضحوكة في الكثير من الأحيان، فنحن نشاهد يومياً فتيات يضعن فوق رؤوسهن خماراً ولا يمانعن في الوقت ذاته من استعمال أحمر الشفاه ومختلف أنواع مواد الزيــنة، عن أي حجاب يتحدثن؟».
ويذهب إبراهيم (25 سنة بائع سجائر)، أبعد من ذلك في سخريته من الحجاب العصري بالقــول: «يلبس بعض الفتيات الحجاب بهدف التمويه لا غــير، فتضع الفتاة خماراً على رأسها لحظة الخروج من البيت وتنزعه في العمل، أو تجدها متحجبة وتدخن، ولا تمانع في الجلوس في جلسات حميمية مع شبان داخل صالونات الشاي، بينما يتحجب البعض الآخر بهدف الحصول على زواج لا غير. وأمام هذه النماذج، أفضل الارتباط بفتاة غير متحجبة لكنها متخلقة».
وبين رافض للحجاب العصري ومؤيد له بألوانه الزاهية، يقول صهيب الذي يعمل مديراً في محل لبيع «الحجاب العصري» في العاصمة الجزائر « نحن نوفر بصيص أمل للفتيات اللواتي يردن ارتداء الحجاب، ونعتمد طريقة التدرج في إقناع الفتيات بارتداء الحجاب كمرحلة أولى إلى حين الوصول إلى ارتدائها الحجاب الشرعي الكامل، لأننا ندرك أن الكثير من الفتيات يترددن في لبس الحجاب التقليدي لأنهن يشعرن أن الحجاب يغطي زينتهن. وفي كل الأحوال نحن نشجع على الالتزام الديني ولا نبيع ملابس قصيرة وعارية».
ويبقى هاجس الأسعار مطروحاً دائماً بالنسبة الى كثير من الفتيات، وبخاصة الطالبات اللواتي لا يمكنهن اقتناء عدد معقول من الحجابات بألوان مختلفة، إذا ما علمنا أن أسعار الحجاب « العصري» تتفاوت بين 10 و80 دولاراً أو أكثر.
وإذا كان أحد الباعة في محل «ساجدة» في العاصمة الجزائرية يتذكر صوراً عدة لفتيات دخلن المحل من باب الفضول وخرجن متحجبات عن قناعة، فإنه يحتفظ أيضاً في الوقت عينه بمواقف طريفة مع بعض الزبائن. كان من بينهم أحد المتشددين الإسلاميين الذي عاتبه بشدة على ما اعتبره « حجاباً غير شرعي» يبيعه المحل. وعلى النقيض خرجت إحدى النساء « المتحررات» من المحل في حال غضب شديد وهي تلوم البائع على ما وصفته بالترويج لأفكار الإسلاميين ومحاولة غزو المجتمع الجزائري بالحجاب!